الصفا

البرودة التي حملتها معها العاصفة فرح إلى لبنان يبدو حيث تكللت قمم الجبال بتاجها الأبيض مع تساقط الثلوج على المرتفعات، ولكن فرح لن تثلج قلوب اللبنانيين بأخبار إيجابية بل وحدها البرودة نفسها أو أكثر ستكون حاضرة في القمة الخماسية في العاصمة الفرنسية باريس والتي ستبحث الشأن اللبناني من دون حرارة اللقاء المباشر. يكفينا تواصلهم ولو عبر "زوم كول" لنطمئن إلى مستقبل البلاد.

اللقاء عن بعد سيشارك فيه بحسب المعلومات، مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف، مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الى جانب السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير علاء موسى الى جانب السفير نزيه النجاري، ونائب وزير الخارجية القطري السفير منصور العتيبي.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية وفي رد على الصحافيين خلال الإحاطة الصحفية قبل يومين، أوضحت أن لبنان سيكون على جدول أعمال المحادثات والزيارة التي تقوم بها الوزيرة حالياً إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقالت "لقد أتيحت لها بالفعل فرصة إجراء عدد من المحادثات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية والتعبير عن قلقها العميق بشأن المأزق السياسي الذي يمر به لبنان حاليًا وحقيقة أن هناك منصبًا رئاسيًا شاغرًا... نعتقد أنها مسؤولية الفاعلين السياسيين اللبنانيين" وأضافت "ناقشنا مع شركائنا في المملكة العربية السعودية ومع شركاء آخرين في المنطقة، العمل على تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وإيجاد مخرج من الأزمة.

بيروت كانت على موعد مع زيارة قام بها السّفير الفرنسي المكلّف تنسيق الدّعم الدولي للبنان بيار دوكان في إطار جولة له شملت مصر والأردن لمتابعة قضية تزويد لبنان بالطاقة، على أن يزور الولايات المتحدة الأميركية للتباحث مع المسؤولين هناك سبل استجرار الطاقة إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وإمكانية استثناء هذا الأمر من عقوبات قانون قيصر.

دوكان أعلن في ختام زيارته التي استمرت ليومين، إنّ الإصلاحات "بطيئة" متوقفاً عند "بعض التعديلات الصغيرة التي تسير في الاتجاه الصحيح من جانب السلطات اللبنانية". وكان دوكان التقى إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المال يوسف الخليل، وزير الطاقة وليد فياض ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، إضافة إلى مسؤولين آخرين.

فرنسا تحضر على أكثر من صعيد في ما يتصل بالواقع اللبناني، من انتخابات رئاسة الجمهورية إلى الشأن الحكومي والوضع المالي، وهي ليست بعيدة أبداً عن الشأن القضائي أكان ذاك المتصل بقضية تهريب وتحويل الأموال إلى الخارج وما يتصل بقضية الاستماع إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو قضية انفجار مرفأ بيروت. ويعوّل الكثيرون على موقف يصدر عنها في ما يتصل بالملف الرئاسي أكثر من غيره، خصوصاً بعد تبيان صعوبة التوافق الداخلي على مرشح من دون دور خارجي.

فهل سيصدر عن اللقاء الخماسي ما يعيد الحرارة إلى الأجواء اللبنانية أم أن البلاد على موعد مع اشتداد في البرودة بعواصف أو من دونها؟