"أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً"، وهذا ما حصل فعلياً على خط حزب الله-التيار الوطني الحر، فقد تأخرت زيارة الحزب لرئيس الجمهورية السابق مشال عون، نحو سنتين (هي المدة الزمنية بينها وبين آخر زيارة للقصر الجمهوري). وكانت زيارة وفد من الحزب إلى بكركي للتهنئة بالأعياد وبدت حينها لافتة رغم أن علاقة بكركي بالضاحية لم تكن في أفضل حالاتها، فيما لم تسجل مثلها إلى الرابية التي انتقل إليها عون بعد نهاية عهده في رئاسة الجمهورية.
وعلى بعد 4 أيام من الإحتفال بالذكرى الـ17 لولادة تفاهم مار مخايل، أتت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، على رأس وفد نيابي للرابية، وعلى وقع همس وصلت اصداؤه إلى الضاحية بأن العتب بات كبيراً من الجنرال على الحزب، وأنه قد يتحول الى "زعل" لأن "البعد جفا".
مصادر حزب الله لم تشأ التعليق على مضمون اللقاء، قائلة: "نكتفي بالبيان الذي تلاه رئيس الكتلة.
من جهتها، تُشير المصادر المراقبة إلى أن القرأة الشكلية للقاء الحزب-عون والذي استمر لأكثر من ساعة، قد تركز على العلاقة بين الفريقين، حيث شدد بيان الرابية عقب اللقاء، على "الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين وهذه من صلب مضامين التفاهم".
كذلك، وبالشكل أيضاً فإن تلاوة رعد للتصريح بعد اللقاء، من على متن ورقة وبطريقة فيها الكثير من الـ"برتوكولية" ان صح التعبير، تلفت إلى أن الحزب حريص على عدم "التأويل"، وعلى أكثر من صعيد بدءاً من العلاقة وصولاً إلى رئاسة الجمهورية.
وتوقعت المصادر أن يثير حديث رعد حفيظة بعض التياريين اذ تناول بورقته العلاقة بين التيار والحزب، قائلاً: "إنها وفّرت مناخاً مؤاتياً لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والذي لم يرق لكثيرين"، متسائلةً إذا كانت العلاقة على هذا النحو وقد وفرت كل ذلك، فعلى ماذا الخلاف اليوم؟!
وبالشكل أيضاً وأيضاً، تكشف المصادر نفسها أنَّ مجرد وضع شعار "لوحدنا" خلفية جدارية لكلمة باسيل الأخيرة والتي وصفت بالمفصلية، لها ما لها من دلالات ومعانٍ، أولها تهيئة التياريين نفسياً على أن المرحلة المقبلة قد تكون بلا أي حليف وهي سابقة في تاريخ التيار الحديث (منذ 2005).
وتسأل المصادر، "ألم يذكر باسيل خلال كلمته ركائز التفاهم بين التيار والحزب؟ وقد خص هذه الركيزة التي تناولها رعد، قائلاً: في عهد الرئيس عون "انقطشت" اجر بناء الدولة، وفور نهاية ولايته بلّشت تهتز اجر الشراكة بيلّي صار بالحكومة وبيلّي بلّش يصير بالرئاسة".
في المقابل، تكشف أوساط قريبة من التيار أن من يفصل في العلاقة بين التيار والحزب هو "الجنرال عون" وليس باسيل، وأن تفاهم مار مخايل على رغم صغر سنه (17 عاما) إلا أنه بلغ مرحلة الشيخوخة مثقلاً بالأمراض المستعصية منذ نعومة أظافره.
[caption id="attachment_3594" align="aligncenter" width="900"]
يأتي كل ما تقدم بالتزامن مع زيارة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون. تجدر الإشارة إلى أن إسم قائد الجيش مطروح لرئاسة الجمهورية، رغم أن وصوله يتطلب تعديلاً دستورياً، إلاّ أن الكثير من الأطراف السياسية في لبنان عبّرت بشكل أو بآخر عن ترحيبها أو عدم ممانعتها بوصوله إلى سدّة الرئاسة في حال تم التوافق عليه كما كان موقف وفد حزب الله من بكركي. وقد لوحظت أخيراً حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاهات عدة وكان إسم قائد الجيش ضمن لائحة أسماء يحملها لبحث مدى مقبوليتها داخلياً. وآخر محطات جنبلاط كانت في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري وكان اسم قائد الجيش ثالثهما.