سوف يكون شهر شباط المقبل شهر استحقاق كبير لكرة السلّة اللبنانيّة، حيث تتّجه الأنظار في شكل خاصّ الى منتخب لبنان لكرة السلّة في آخر تحدٍّ له ضمن نافذة تصفيات بطولة العالم لكرة السلّة عن القارّتين الآسيويّة والأوقيانيّة.

فمنتخب لبنان لكرة السلّة المعروف بـ"منتخب رجال الأرز" كان من بين المنتخبات الأولى المتأهّلة إلى نهائيّات بطولة العالم لكرة السلّة الّتي ستقام في نهاية شهر آب المقبل في كلّ من الفيليبّين واليابان وأندونيسيا. وكون منتخب الأرز قد سرق الأضواء على مدار عام 2022 بسيطرته المطلقة على التصفيات الآسيويّة وتتويجه إنجازاته باحتلاله المركز الثاني في بطولة آسيا الّتي أسقط خلالها منتخبات من الصفّ الأوّل وفي مقدّمتهم العملاق الصينيّ .

وسيكون على فريق الأرز أن يواجه الفيليبّين في مانيلّا ونيوزيلندا في ويلنغتون مع علامة فارقة، وهي أنّ كلّاً من المنتخبين المذكورين سيدفعان بكامل ترسانتيهما على أرضيهما لمحاولة إسقاط الفريق اللبنانيّ، وذلك بدافع الثأر كون الفريق اللبنانيّ أسقطهما مرّتين على التوالي في عام 2022 .

فالفيليبّين ستستضيف لبنان في الرابع والعشرين من شباط المقبل في مانيلّا في الملعب الذي سيستضيف نهائيّ بطولة العالم لكرة السلّة في مدرّجات ستكون ممتلئة بعشرات الآلاف من المشجّعين لدعم مضيفة بطولة العالم لتحقيق فوز معنويّ على لبنان يعطيها دفعاً كبيراً قبل شهرين من سحب القرعة لبطولة العالم الّتي ستكون فيها الفيليبّين على رأس مجموعة إلى جانب عمالقة السلّة وفي مقدّمتهم الولايات المتّحدة الأميركيّة ومنتخبها الدريم تيم .

ما يصحّ على الفيليبّين ينطبق أيضاً بالتمام والكمال على نيوزيلندا في السابع والعشرين من شباط المقبل بعد ثلاثة أيّام من انتقال المنتخب اللبنانيّ من مانيلّا إلى أوكلاند ومنها إلى ويلينغتون معقل المواجهة النيوزيلنديّة-اللبنانيّة، حيث سيحاول منتخب الهاكا أن يفرض إيقاعه ويسدّد الضربة الاستباقيّة على الفريق اللبنانيّ.

فمنتخب الأرز على موعد في نهاية شهر شباط مع أطول رحلة عرفها في مسيرته وأصعبها مع تصفيات بطولة العالم في كرة السلّة، عندما سيجتاز نصف الكرة الأرضيّة بظرف خمسة أيّام، بدءاً من بيروت، مروراً بالدوحة، وصولاً إلى مانيلّا ومنها إلى نيوزيلندا عبر سينغافورة وأستراليا، ليصل إلى ويلينغتون، التشكيلة الذهبيّة اللبنانيّة بقيادة اللاعب الأفضل في آسيا وائل عرقجي، ومعه أسماء أرعبت القارّة الآسيويّة في عام 2022، وفي مقدّمتها علي حيدر، سيرجيو درويش، أمير سعود، هايك وغيرهم من الّلاعبين الّذين كتبوا تاريخاً جديداً للرياضة اللبنانيّة، تصرّ على إظهار أنّ منتخب الأرز سيكون بالعزيمة نفسها والتصميم نفسه ولو على بعد آلاف الكيلومترات، وعلى أنّ الجولة أو النافذة التحضيريّة الأخيرة لبطولة العالم لكرة السلّة ستظهر أنّ آمال وطموحات لبنان أضحت بعيدة عن هدف شرف المشاركة في كأس العالم وتتعدّاها إلى خارطة طريق ستضمّ في طريقها إلى نهائيّات بطولة العالم اسم لاعب مجنّس على قدر آمال شعب يرى في كرة السلّة نافذة أمل للبنان قد تكون الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل.