تتوالى المفاجآت في الرياضة العالميّة عمموماً وكرة القدم خصوصاً في سيناريو غير مسبوق، إذ إنّ سيطرة كرة القدم الأوروبّيّة على الزعامة العالميّة لم تعد حصراً على الأوروبّيّين، بل إنّ القارّات الأخرى بدأت تنافس بشدّة على الصعيدين المحلي والقارّي، وأخيراً على المستوى الدولي. وليس آخرها الولايات المتّحدة الأميركيّة (مضيفة المونديال المقبل في حزيران 2026) والمملكة العربيّة السعوديّة.

فمنذ نجاح قطر بتنظيم النسخة الفضلى لنهائيّات كأس العالم في كرة القدم في عام 2022، والّتي شهدت أيضاً مفاجآت كبرى في نتائجها، إذ كان المنتخب السعوديّ هو المنتخب الوحيد الّذي أسقط الأرجنتين بطلة العالم، وأقصى منتخب اليابان المنتخب الألمانيّ، بينما شقّ المنتخب المغربيّ طريقه إلى نصف نهائيّ المونديال.

جاءت اللحظة المناسبة فور انتهاء مونديال قطر لتطلق المملكة العربيّة السعوديّة ضمن رؤيتها لعام 2030 نهضة كرة القدم في بطولتها فكانت قنبلة الانتقالات في العالم تعاقد فريق النصر السعوديّ مع النجم البرتغاليّ كريستيانو رونالدو في أغلى صفقة لكرة القدم ليفتح معه مسار انتقالات العديد من نجوم اللعبة العالميّين، فجاءت خطوة انتقال البرازيليّ نيمار ومواطنه فيرمينيو ومن ثمّ انتقال نجم كرة القدم الفرنسيّة كريم بنزيما وعشرات من أبرز نجوم البطولات الأوروبّيّة.

وبعدما فرضت الأندية السعوديّة نفسها بقوّة على الساحة االكرويّة العالميّة، مع فوز نادي الأهلي السعوديّ هذا الموسم بلقب دوري الأبطال الآسيويّ، حقّق فريق الهلال في الأيّام الماضية إنجازاً كبيراً في بطولة العالم للأندية الّتي تستضيفها الولايات المتّحدة بإقصائه فريق مانشستر سيتي الإنكليزيّ البطل السابق لأوروبّا وإنكلترا في دور الـ 16، ليتأهّل الفريق السعوديّ بإنجاز نوعيّ إلى ربع نهائيّ البطولة.

وحملت الساعات الأخيرة إلى الواجهة خبر احتمال انتقال القطب الآخر في كرة القدم العالميّة الأرجنتينيّ ليونيل ميسي إلى الدوري السعوديّ قبل نهاية هذا العالم، وتحديداً إلى فريق الأهلي جدّة لتسرق المملكة العربيّة السعوديّة أنظار العالم، وذلك بعد تجديد كريستيانو رونالدو عقده مع نادي النصر وإمكان تعاقد فريق الهلال مع إسم كبير جدّاً في عالم كرة القدم .

وإذا تأكّد انتقال ميسي إلى السعوديّة، ستختلط أوراق الحسابات في البطولات في أوروبّا رأساً على عقب، لتكون فرضيّة دخول الدوري السعوديّ إلى جانب الفرق الأوروبية في المسابقات الكروية الأوروبية شبه حتميّة، وهذا ما يقوم بدراسته الاتّحاد الأوروبّيّ الّذي يدرك مدى أهمّيّة تلك المشاركة على صعيد التسويق الإعلاميّ بشكل عامّ والمردود الماليّ بشكل خاصّ والّذي سيفتح آفاق رعاية لدوري الأبطال لا حدود لها.

ميسي الذي ينتهي عقده مع فريق إنتر ميامي في كانون الأوّل المقبل قد ينتقل إلى الهلال بطل آسيا الذي يضمّ في صفوفه النجم الجزائري العالميّ رياض محرز. يجهّز الفريق السعوديّ عقداً كبيراً للنجم الأرجنتينيّ سيكون من الصعب على ميسي رفضه، وخصوصاً أنّ هذا الانتقال سيكون المحطّة الأخيرة للنجم العالميّ (38 عامًا)، فيخوض غمار بطولة من دون ضغط والأهمّ أنّها ستحمل عنواناً جديداً في منازلة ستكون الأخيرة بينه وبين رونالدو، وهما أشهر لاعبَين في كرة القدم في العقدين الأخيرين.