انطلقت اليوم الاثنين بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ثالث البطولات الأربع الكبرى وهي تقام على ملاعب عشبية، وسط ترقب عالمي كبير لمفاجآتها المحتملة نتيجة التنافس الشرس بين نخبة نجوم اللعبة. تستمرّ البطولة حتى 13 تموز وتتميز هذا العام بعدة تغييرات تنظيمية، أبرزها الاعتماد الكامل على التحكيم الإلكتروني للخطوط لأول مرة في تاريخ هذه البطولة العريقة التي تعتبر أكثر البطولات تقليدية بحيث أنها البطولة الوحيدة التي تفرض على اللاعبين، ذكوراً وإناثاً ارتداء اللون الأبيض.
اللاعبون البارزون: خبرة الكبار وطموح الشباب
حامل اللقب كارلوس ألكاراز:
يدخل الإسباني كارلوس ألكاراز البطولة بمعنويات عالية، بعد سلسلة انتصارات مذهلة شملت التتويج برولان غاروس وبطولة كوينز البريطانية على الأرض العشبية والتي انتهت قبل ثمانية أيام. يصل ألكاراز إلى ويمبلدون وقد سجّل 18 انتصاراً متتالياً وثلاثة ألقاب هذا الموسم. يسعى ألكاراز، وهو في الثانية والعشرين، ليصبح ثاني لاعب في العصر الحديث بعد بيورن بورغ يحقق ثنائية رولان غاروس وويمبلدون لعامين متتاليين، وهو إنجاز لم يسبقه إليه سوى القليل. قوته الذهنية وتطوره السريع على الملاعب العشبية يجعلان منه المرشح الأبرز للاحتفاظ باللقب.
يانيك سينر: المصنف الأول عالمياً وتحدي العشب
متصدر التصنيف العالمي الإيطالي يانيك سينر يعود بقوة بعد غياب ثلاثة أشهر بسبب الإيقاف، وقد بلغ مباراتين نهائيتين منذ عودته. رغم إخفاقه في بعض اللحظات الحاسمة في باريس قبل ثلاثة أسابيع، توفّر له قدرته البدنية العالية وذكاؤه التكتيكي فرصة كبيرة لتحقيق أول ألقابه في ويمبلدون، هذا إذا تمكّن من تجاوز بعض مشكلات التركيز في المباريات الطويلة.
نوفاك ديوكوفيتش: أسطورة لا تموت
لا يزال الصربي نوفاك ديوكوفيتش حاضراً بقوة في سباق البطولات الكبرى على الرغم من بلوغه الثامنة والثلاثين، وهو يسعى وراء لقبه الـ 25 في في البطولات الكبرى بما يعزز رقمه القياسي. بعد وصوله لنصف نهائي رولان غاروس، يواجه ديوكوفيتش تحديات جسدية متزايدة، لكن خبرته الهائلة وحنكته على الملاعب العشبية تجعله دائماً ضمن دائرة المنافسين، خصوصاً مع احتمال مواجهة مبكرة مع البريطاني الأعسر جاك دريبر في ربع النهائي حسب القرعة.
جاك دريبر: الحلم البريطاني الجديد
أحيى البريطاني الشاب جاك درابر أمل الجماهير المحلية، بعد موسم استثنائي تُوج فيه بأول ألقابه في بطولة إنديان ويلز الصحراوية الأميركية التي يطلَق عليها لقب البطولة الكبرى الخامسة وهي تقام في شهر آذار. وبلغ دريبر نهائي مدريد ونصف نهائي كوينز. يدخل البطولة مصنّفاً اللاعب الرابع عالمياً وهو أعلى تصنيف في مسيرته. ويستهل مشواره بمواجهة الأرجنتيني سيباستيان بايز، مع إمكانية مواجهة ديوكوفيتش في ربع النهائي، في ما يمثل اختباراً حقيقيًا لطموحاته.
ألكسندر زفيريف وتايلور فريتز: إخفاق اللحظات الأخيرة
الألماني ألكسندر زفيريف، وصيف البطولات الكبرى ثلاث مرّات، يسعى لكسر عقدة الأدوار المتقدمة في ويمبلدون. فهو لم يتجاوز الدور الرابع في ثماني مشاركات سابقة. أما الأميركي تايلور فريتز، فيدخل البطولة في أفضل حالاته بعد بلوغه نهائي إيستبورن، ويُعد من الأسماء القادرة على إحداث مفاجآت في الأدوار المتقدمة.
مفاجآت محتملة: موسيتي، بوبليك وشيلتون
الإيطالي لورينزو موسيتي، الذي تألق في موسم الملاعب الترابية وبلغ نصف نهائي ويمبلدون العام الماضي، يطمح لتحقيق أول ألقابه الكبرى.
الكازاخستاني ألكسندر بوبليك، المعروف بعشوائيته وإبداعه، أظهر قدرته على هزيمة الكبار بعد تتويجه ببطولة هاله الألمانية. أما الأميركي بن شيلتون، فمن أبرز المواهب الصاعدة القادرة على قلب الطاولة في أي مواجهة.
أبرز نجمات السيدات وتحدياتهن
في منافسات السيدات، تتجه الأنظار إلى أرينا سابالينكا، المصنفة الأولى عالمياً، والتي تسعى لتعويض إخفاقها في رولان غاروس وإضافة ويمبلدون إلى قائمة ألقابها الكبرى. وتبرز التشيكية باربورا كريشيكوفا، حاملة اللقب، والنجمة الصينية المثيرة للجدل كينوين تشنغ، إضافة إلى الشابة الروسية ميرّا أندرييفا التي تثير الإعجاب بثباتها الذهني رغم صغر سنها. ولا يمكن التغاضي عن موهبة البولندية إيغا شوينتك (تحمل خمسة ألقاب بطولات كبرى) والأميركيات كوكو غوف (بطلة رولان غاروس) و جسيكا بيغولا )وصيفة بطولة نيويورك العام الماضي)
تحديات القرعة وصعوبة الطريق نحو اللقب
قرعة البطولة هذا العام أفرزت مواجهات مبكرة صعبة للعديد من المصنّفين، إذ قد يلتقي ألكاراز مع فريتز أو موسيتي في الأدوار المتوسطة، بينما يواجه سينر احتمال الاصطدام بالروسي مدفيديف أو الدنمركي رونه في ربع النهائي. أما ديوكوفيتش، فقد يصطدم بدريبر أو زفيريف قبل نصف النهائي، ما يجعل طريق الكبار محفوفاً بالمخاطر.