في ظرف أربعة عقود تحوّلت الرياضة من الهواية إلى الاحتراف فدخلت عالم الأرقام والاستثمارات والانتقالات الخياليّة.
ففي عام 1979 كان نجم منتخب إنكلترا تريفور فرنسيس أوّل رياضيّ في العالم يوقّع عقداً مقابل مليون جنيه استرليني عندما انضمّ إلى فريق نوتينغهام فوريست آنذاك ليطلق عليه حينها لقب لاعب "المليون جنيه".
ومنذ ذلك التاريخ، بدأت الأرقام القياسيّة لعقود اللاعبين تتحطّم تباعاً في أرقام لم تعتد الجماهير الرياضيّة رؤيتها، لتصل إلى أرقام خياليّة عندما أعلن فريق ريال مدريد الإسبانيّ عن تعاقده مع نجم منتخب إنكلترا غاريث بايل مقابل أكثر من مئة مليون دولار أميركيّ عندما أطلق الفريق الملكيّ الإسبانيّ تشكيلته الذهبيّة وضمّت كريستيانو رونالدو ولويس فيغو وروبيرتو كارلوس بعدما كانت قد ضمّت أيضاً كلّ من الفرنسيّ زين الدين زيدان والبريطانيّ ديفيد بيكهام .
وفي عام 2022 كانت المفاجأة المدوّية مع إعلان نادي النصر السعوديّ تعاقده مع النجم البرتغاليّ كريستيانو رونالدو مقابل أكثر من مئتي مليون دولار أميركيّ ليصبح الرياضيّ الأغلى ثمناً مع احتساب بدل الرعاية والحوافز.
لكنّ كرة القدم لم تكن الوحيدة الّتي حقّقت أرقاماً وميزانيّات بمئات ملايين الدولارات بل إنّ رياضات أخرى عاشت بدورها النهضة نفسها وفي مقدّمتها رياضتا كرة السلة مع الجمعية الوطنية لكرة السلة "أن بي إي" وكرة القدم الأميركيّة، وكذلك رياضات أخرى ككرة المضرب والغولف والملاكمة.
كلّ تلك الأرقام سقطت إلى غير رجعة، مع الإعلان عن بيع فريق لوس أنجلس لايكرز مقابل عشرة مليارات دولار في صفقة هي الأعلى في تاريخ الأندية الرياضيّة في الولايات المتّحدة، حيث باعت عائلة "باس" النادي الذي تملكه، لوس أنجلس ليكرز إلى الملياردير الأميركيّ مارك والتر الرئيس التنفيذيّ لشركة TWG العملاقة في الولايات المتّحدة الأميركيّة والمالكة أيضًا لنادي لوس أنجلس دودجرز أحد أبرز فرق البيسبول وفريق كاديلاك الّذي يستعدّ للمشاركة العام المقبل للمرّة الأولى في تاريخه في بطولة العالم للفورمولا وان.
وكانت عائلة باس اشترت فريق الليكرز في عام 1979 مقابل 67.5 ملايين دولار واعتبرت في حينها إحدى أكبر الصفقات بين الأندية الرياضيّة.
وبقيادة عائلة باس، أحرز الفريق لوس أنجلس ليكرز لقب الدوري 11 مرّة، وهو الأكثر تتويجًا باللقب منذ 1979. ويحمل الفريق 17 لقبًا في دوري المحترفين، ولا يتفوّق عليه سوى بوسطن سلتيكس، الّذي فضّ الشراكة بينهما بعد فوزه باللقب للمرّة 18 العام الماضي.
وكان فريق بوسطن سلتيكس أعرق أندية كرة السلّة في العالم قد انتقلت ملكيّته في الموسم الماضي بمبلغ خياليّ هو نحو سبعة مليارات دولار عندما اشتراه الملياردير الأميركيّ بيل شيزهولم وهو صاحب شركة تكنولوجيّة كبرى في الولايات المتّحدة.
فهل تكون المليارات العشرة التي وضعت على الطاولة لشراء ملكيّة فريق لوس أنجلس ليكرز منعطفاً جديداً سيشهده العديد من أندية السلّة الأميركيّة وأندية كرة القدم الأوروبّيّة في الفترة المقبلة والّتي في حال حصلت قد تغيّر قواعد اللعبة في الرياضتين الأكثر شعبيّة على صعيد العالم.